قصص

معمل الكمياء

انا رامي محروس، طالب بالثانوية… قصتي بدأت لما نزلت المدرسة، واسمحولي مقولش اسم المدرسة وده لان قصة النهاردة دايرة كلها على المدرسة واللي حصل فيها… الموضوع بدأ لما في يوم كنت في المدرسة الصبح، وكنت المفروض هسلم اوراق الاستمارة بتاعة شهادة الثانوية، لكن للأسف كنت اتأخرت في كتابة الاستمارة، واستاذة عطيات كانت قفلت الباب بتاع الاوضة، فلحقتها وهي خارجة من المدرسة اديها الزرقة، لكنها وقتها كانت ماشية، فقولتلها:
-انا اسف والله اتأخرت، بس ينفع تاخدي الورق..
لقيتها اتعصبت عليا زي عادتها وقالت:
-لا بقولك ايه انت مش تتأخر في تسليم الورق وتقولي مش عارف ايه… عامتا همشيهالك عشان مستقبلك وممكن تيجي بليل الساعة 10 تديني الورق هبقى موجودة، بس اوعى تتاخر..
استغربت من المعاد بس مكانش قدامي حاجه غير ان انا اوافق:
-خلاص تمام يا استاذة عطيات، عشرة بالدقيقة هبقى عند حضرتك..
بعدها روحت البيت نمت ساعتين وقومت عشان كان عندي مذاكرة كتيرة جدا ماكنتش عارف اخلصها، وانا قاعد بذاكر كنت حاسس بارهاق شديد وكنت حاسس عرقان ومتوتر، مش عارف ده ايه سببه الحقيقة… او ممكن يبقى بسبب المذاكرة وكده، بعد شوية بصيت في الساعة لقيتها عشرة الا عشرة فاتخضيت ان ازاي الوقت سرح بيا للدرجادي وان اكيد استاذة عطيات هتسيبني وتمشي، فقومت لبست وجريت نزلت روحت على المدرسة اللي كانت بعيدة عن بيتي شوية، لكني خدت تاكس عشان يبقى اسرع لي في الطريق، وصلت كانت الساعة عسرة وتلت تقريبا، وده كان وقت قياسي اوصل في، اول ما وصلت كانت المدرسة فاضية تماما مفيهاش اي حد، حتى عم عملي البواب ماكنش موجود وقتها وكل حاجه كانت مضلمة معادا كام كشاف قديم يدوبك بيجيب نور… فضلت انده واقول:
-عم علي انت هنا ياعم علي؟
لكن ماكنش في اي حد بيرد، فقولت اما اطلع الدور الاول اللي في اوضة استاذة عطيات اشوفها لسه موجودة ولا لا، واول ما طلعت الدور الاول كنت حاسس بخطوات حد وراية، حد عمال يراقبني، قولت اكيد اني بتوهم لاني اول مره اروح المدرسة في وقت زي ده والنور مضلم بالشكل ده… الحقيقة ده ماكنش مخوفني لأني من الشخصيات اللي قلبها جامد بحب المغامرة، ودي كانت مغامرة بسيطة بالنسبالي، فهمتمتش لأي حاجه حواليا واتجهت ناحية اوضة استاذة عطيات الللي كانت مقفولة، اتعصبت جدا وقتها وماكنتش عارف اتصرف ازاي ولا اعمل ايه لان الورق هيتسلم بكره بدري للادارة وهيبقى موال بقى على ماسلمة وانا اصلا مس فاضي بسبب الدروس والحاجات اللي ورايا دي، لكن دي ماكنتش اصعب مشاكلي وقتها لما حسيت بنفس حد ورايا سخن جدا، والانفاس دي اتحول لهمسات متفاوتة بتقول:
-رامي…..
استعذت بالله من الشيطان الرچيم وهديت واتحركت ناحية السلم عشان انزل بخطوات ثابته، لكني كنت حاسس بحد ماشي وورايا بنفس الخطوات دي، فسرعت خطواتي شوية كمانؤ لقيت الخطوات اللي ورايا هي كمان اتسرعت، فجريت مره واحده فلقيت واقف على سلم النزول شخص كان عينة بيضة وجواها النني رمادي اللون شوية، وكانت راسة زي ماتكون نزلت دم واتجلط، فجريت على السلالم طلعت على الدور التاني استخبي في اوضة مدرسين الانجليزي من اللي شوفته ده، وقتها كانت نبضات قلبي بتعلى وعمال اقنع نفسي ان ده وهم ومش حقيقة لكنه وهم ايه… ده انا مشوفتش حاجه ولا حسيت بحاجه، انا شوفت وحسيت في نفس الوقت، كل ده وانا لسه مستخبي في الاوضة، افتكرت الموبايل اللي في جيبي وقتها فطلعته اتصل بأي حد، لكن الشبكة كانت زفت ومش راضي يجمع كعادة الشبكة في المدرسة، معداش عشر دقايق الا وحسيت وقتها ان في حاجه بتتحرك ناحيتي لكني مش شايفها لأن الاوضة كانت مضلمة تماما، كنت حاسس وقتها ان الزمن واقف بيا، مش شايف اي حاجه غير سواد قدامي، وفي وسط السواد ده كنت متخيل راجل طويل سنانة مكسرة وعينة بيضة ومليانة شر، لكن انا ماكنتش بتخيل ده فعلا كان الشخص اللي قدامي….
قومت جريت وطلعت على الدور الرابع اللي كان متقفل بالحديد كالعادة، فنطيت مع على الحديد، والدور الرابع ده بقى هو المشكلة كلها… الدور الرابع ده مهجور من سنين محدش بيطلعة اطلاقا، حتى المدرسين محدش منهم بيطلعة، واي حد بيجي الدور التالت بيبقى في واحد على الاقل يراقب ان كان في حد هيطلع الدور ده في اليوم الدراسي، ده غير الكاميرات اللي محطوطة ومتصلة للسكرتير والمدير عشان لو شافوا اي حد طالع الدور ده، المكان وقتها كان مترب جدا، وكان مظلم، يدوبك ضوء القمر هو اللي منور الدور ده بالذات، حاولت انور اي لمبة لكن كلهم مكسرين او محروقين، لغاية ما لقيت لمبة اشتغلت في اوضة من الارض اللي في الدور، فجريت على الاوضة ادور على اي حاجه تساعدني..
اول ما دخلت كان في كراكيب كتير اوي في الاوضة… وكان في لوح مرمية في كل مكان، لكن اللوح دي محروقة، ومش بس محروقة دي الاوضة كلها كانت محروقة، زي ماتقول كده اللي كان في الارض ده رماد مش كراكيب بس، بعدها سمعت صوت خطوات لرجلين في الطرقة بتاعة الدور، فقفلت اللمبة واستخبيت تحت الكراكيب وغطيت نفسي بكام لوح خشب محروق، بعدها الشخص المخيف ده دخل عليا الاوضة، بعدها لقيته ييتمشى في الاوضة، من غير ماقصد خبطت حاجه جنبي بشكل غير مقصود، فلقيته لفلي.. وفي اللحظة دي كان قلبي بيدق بطريقة مبالغ فيها، عمال ادعي واقول يارب مايكون شافني، ووقتها كان عمال يقرب مني، لغاية ما في حاجه اتحدفت بره او عملت صوت يعني، فطلع وراها، حمدت ربنا انه مشي، وبدأت درجة الحرارة في الاوضة ترتفع بشكل ملحوظ، قولت اكيد بسبب قعدتي تحت الكراكيب دي… سمعت وقتها صوت انفاس وراية ، وصوت بيقول:
-انا هنا يا رامي..
اول ما سمعت صوت من الخضة لفيت ضهري لقيت الوجه الشيطاني ده لازق فيا على بعد كام سم، قمن الخضة دقات قلبي عليت واغمى عليا… وقت ما اغمى عليا حلمت بحلم غريب، كنت في معمل كيمياء مش غريب عليا، فضلت اركز لغاية ماكتشفت ان انا في نفس الاوضة المحروقة اللي كنت فيها بس كانت نضيفة وفيها طلاب كتير ومدرس قاعد بيشرح على لوحة من اللوحات ومدينا ضهرة، بعدها سمعت طالبيين بيتكلموا مع بعض ويقولوا:
-بقولك ايه ماتسيبك من الراجل اللي بيتكلم كتير ده، احنا عندي ليك حتة تجربة انما ايه، شغل كيميا بصحيح.
لقيت الواد التاني بصله بخوف وقال:
-بقولك ايه ياعم عادل مش ناقصة تجبلنا مصيبة، استاذ معتز ده اساسا دماغة تعبانة وممكن يسقطنا، ده مبيديش دروس وشكلنا هنسقط…
لقيت واحد اتدخل في الحوار وقال:
-ياعم مبيديش دروس بس بيراعي ربنا في شرحة، انت مش شايف بيشرح ازاي، ده شرحة اجدع من اي درس والله…
بعدها عادل قال:
-ياعم ده بيعمل الشويتين دول عالينا بس، انما هو مبيفهمش، بس اتقل كده وشوف هعمل ايه اول ما معتز بتاعكم ده يطلع..
بعدها بخمس دقايق المدرس ده طلع من الاوضة خالص، وعادل فضل يحط ومواد كتير على بعض في انبوبة وكانت بتطلع بخار عالي، وواضح انها من سخونتها عادل اتلسع فوقعت منه الانبوبة في الارض فرقعت وعملت حريقة، بعدها المدرس دخل مخضوض وهو بيصرخ ويقول:
-حريقة… حريقة.
كل الطلاب كانو طلعوا واقتها معادا طالب واحد كان عنده شيق تنفس مش قادر يطلع، فالأستاذ ده شده من جوه لكن النار مسكت فيهم هما الاتنين وكانوا عماليين يصرخوا بصوت عالي لكن محدش فكر يخش ينقذهم ولا حتى يطفي الحريقة، كل ده لغاية ما اغمى عليهم…
صحيت مره تاني وانا في الاوضة مرمي على الارض وكنت مش قادر اقوم اتحرك من مكاني، فلما فوق وركزت قومت جريت من الاوضة ومن الدور كله، ونطيت من على الباب الحديد، واول ما نزلت الدور الارضي البواب كان في وشي، واو ما سافني قال:
-انت بتعمل ايه هنا في وقت زي ده ياض يا رامي، انا لولا اني اعرفك كنت قولت انك بتسرق..
فضلت اتهته في الكلام وانا بقول:
-اسرق ايه بس ياعم علي، هو المخروبة دي فيها حاجه تتسرق انا جيت لاستاذة عطيات امبارح بليل عشان اجبلها الاستمارة وبعدها شوفت حاجات غريبة…
-استاذة عطيات ماتت من شهرين يابني، واللي بياخد الاستمارات انا اساسا، وامبارح استغربت لما لقيتك بتكلم نفسك وواخد الاستمارة ومروح، وفضلت انده عليك وانت ولا هنا…
قولتله وانا مصدوم:
-ماتت!!! ماتت ازاي يعني، مينفعش اللي انت بتقوله ده، انا متأكد اني شوفتها….
بعدها حكيتله على كل اللي حصل امبارح بالحلم ووقتها هو كان مصدوم وقال:
-اللي شوفته ده استاذ معتز وده مات في حريقة من عشر سنين تقريبا، والطلاب اللي معاه قدروا ينقذوا ، لكن استاذ معتز كان مات من الحريقة، ومن ساعتها وشبحة في المكان، فقفلوا الدور ده خالص ومانعيين اي حد يهوب ناحيته، احمد ربنا انك طلعت منها سليم يابني…
اتصدمت من كل حرف قاله عم علي، ومن الصدمة سيبته ومشيت من غير ولا كلمة …
عدى سنة على الموقف وسيبت المدرسة واكتشفت انهم فتحوا الدور الرابع وجددوه، تفتكروا حلوا مشكلة استاذ معتز وشبحة، ولا سايبنها على الله… بس كل اللي انا متأكد منه انه واحد زي ده ضحى بحياتة عشان طالب يعيش، اكيد مش هيأذي حد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى